التجارة الدولية ومشاريع الإستيراد الرابحة
عندما يكون بإمكانك الحصول بسهولة على مواد من السوبر ماركت القريبة منك لتشرب القهوة البرازيلة، أوتتناول المثلجات الإيطالية، وتأكل الشوكولا السويسرية، أو حتى الموز الإفريقي فأن ذلك كله هو من نتائج التجارة الدولية.
وأيضاً شرائك لسيارة ألمانية، أو حتى ارتدائك لبنطال جينز أمريكي، أو حذاء رياضي من الصين، كل هذا تجده سهلاً بفضل التجارة العالمية.
إن تبادل السلع والمنتجات عبر الحدود الدولية بين الدول، هو ما يسمى بالتجارة الدولية، وهي التي تسمح للبلدان أو الشركات بتوسيع أسواقها، والوصول إلى أسواق جديدة ومستهلكين أكثر، وهي الطريق للصعود في الاقتصاد العالمي.
ويطلق على المنتجات التي تباع في الأسواق العالمية صادرات، والمنتجات التي يتمّ شراءها من الأسواق العالمية مستوردات، وتضمّ التجارة الدولية العديد من المجالات، كالمنتجات الزراعية والصناعية والإلكترونية وحتى الخدمات.
أهمية التجارة الدولية
تكمن أهمية التجارة الدولية في الاسيتراد والتصدير بتوفير المنتجات للأسواق، حيث لا يمكن أن تكون جميع المواد متوفرة من الإنتاج محلي، لكن مع الاستيراد يمكن تأمين كل ما تطلبه السوق، من معدات طبية، هواتف ذكية، أطعمة، ألبسة، آلات، وأيضاً المواد النفطية والمواد الأولية التي تساعد في الصناعات المحلية ليس بالضرورة توافرها في السوق المحلية.
التجارة الدولية والتبادل العالمي للسلع يسمح للبلدان بتبادل منتجاتها، مما يوفر فرصاً جديدة لتطوير الصناعات المحلية وأيضاً تأمين جميع السلع التي يحتاجها السوق المحلي.
مشاريع الإستيراد توفر ربحاً جيداً
إن استيراد السلع من الأسواق العالمية له العديد من الفوائد التي تؤدي إلى توفير أرباح جيدة، فالجودة العالية والأسعار المنخفضة والمنتجات الفريدة، تجعل المستورد يتمتع بنسب كبيرة من تحقيق الأرباح.
الاستيراد يوسع من هامش الربح في تسويق المنتجات من عدة جوانب، مثل تكاليف اليد العاملة، وتوفر المواد الأولية، وتكنلوجيا التصنيع المتطورة، وأيضاً الدعم الحكومي، مما يزيد من سهولة المنافسة عند الإستيراد إلى السوق المحلية.
التجارة الدولية والإستيراد يمكن أن يوفرا مواد مصنعة بتكاليف إنتاج منخفضة، نتيجة للفروقات في تكاليف اليد العاملة بين البلدان، أو لكثرة المواد المنتجة في بلدان أخرى، فاليد العاملة في الصين أقل تكلفة من اليد العاملة في أوروبا، وبعض المواد الزراعية في أمريكا الجنوبية متوفرة وبكثرة ولا يمكن زراعتها في أماكن أخرى، وأيضاً التكنلوجيا تأخذ حيزاً، فجهاز إلكتروني يصنع في اليابان ربما لن يكون متوفراً من صناعات محلية في بلدك، والدعم الحكومي لبعض البلدان التي تسوق لمنتجاتها بالدفع لجعل إستيرادها منافساً لمنتجات السوق المحلية كأن تقوم دولة ما بتخفيض سعر مادة زراعية لكي تساهم في تصريف إنتاجها من هذه المحاصيل الفائضة عن الإستهلاك المحلي.
الربح مؤكد لمشاريع الإستيراد
إن الإستيراد عمل يجلب الربح بالتأكيد، ولكن من أجل تحقيق الأرباح يجب عليك المرور في خطوات مدروسة قبل أن تبدأ.
فعند البدء بعمل ما فإننا ننتظر أن نجني منه أرباحاُ، وعندما لا يتحقق ذلك فيكون العمل الذي قمنا به قد أدى إلى خسائر، وربما الإستيراد يؤدي لخسائر عند الوقوع في خطأ أو أكثر، ولتلافي ذلك يجب عليك الانتباه إلى الثغرات التي يمكن أن تحدث عند الاستيراد.
لذلك قبل البدء بمشروع إستيراد ناجح، يتطلب منك الأمر أن تمتلك المعلومات الكافية للمشروع، وخطوات الإستيراد ربما تكون من أسهل خطوات المشاريع ولكن من أكثرها تشعباً، وذلك بسبب تنوع المنتجات العالمية وتواجد العديد من المصادر والموارد والمعلومات في التجارة الدولية مع مراعاة البعد الجغرافي، ويمكن أن نلخصها بالتالي:
دراسة السوق
مالذي يحتاجه السوق؟، هذا السؤال دائماً ما يشغل بال جميع المستوردين، إن تحديد ما يحتاجه السوق سهل وصعب وبقدر ما تكون أنت متواجد ضمن هذا السوق سيكون من الأسهل عليك تحديد ما يحتاجه، ومعرفة ما يملكه المنافسون من منتجات وإمكانيات.
وتساعد الكثير من الشركات في دراسة الأسواق وتحليلها، حيث تقدم المعلومات عن حجم السوق وإمكانياته المادية وحاجته ونقاط القوة والضعف فيه، ويمكنك مراجعة النشرات التحليلة للمؤسسات الاقتصادية الحكومية التي تصدر في السوق التي تريد الاستيراد إليها.
عند بحثك على منتجات جديدة ضمن أسواق التجارة الدولية يجب عليك أنت تختار المنتج الذي ترى أنك ستشتريه، يجب أن يتحلى بمواصفات تجعله قابلاً للشراء، هل يناسب السوق المحلي، هل سعره جيد، جودته مناسبة، هل يتوفر في السوق المحلي أم أنه جديد عليها.
البلد الذي ستسورد منه، المصنع أو الوكيل التجاري، أو ربما تحبث عن توكيل حصريّ للبيع، كل هذه الأسئلة وأكثر يجب أن تطرحها قبل اختيارك للمنتج الذي ستستورده.
دراسة اقتصادية
دراسة الجدوى الاقتصادية بالتاكيد تشمل الخطوات السابقة ولكنها تضيف أيضاً الجانب القانوني والفني والمالي، فكل مشروع يحتاج لدراسة الجوانب القانونية له، فكل بلد يعمل بقوانينه، وما هو مسموح في بلد، ربما يكون ممنوع في آخر، بالإضافة للخطوات اللوجستية مثل الشحن والوثائق الرسمية.
أما بالنسبة للجانب الفني، فهو يضيف مزيداً من المعلومات على جودة السلعة المختارة، وتأتي أخيراً الدراسة المالية، لتعطيك التفاصيل التي تشير إلى مقدار الربح الذي سينتج من مشروع الإستيراد، وتحدد المدة الزمنية لدورة رأس المال، وكمية التكاليف اللازمة للبدء.
التجارة الدولية بدأت منذ زمن بعيد، وربما يعد طريق الحرير من أقدم طرق التجارة العالمية، من الصين إلى الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا، لنقل المواد من الحرير والتوابل والمجوهرات والأواني الزجاجية، ومع انتقال العالم من عصر لآخر ووصولاً إلى عصر التكنلوجيا الحديثة، أصبحت التجارة العالمية أسهل وأسرع بكثير، فيمكنك الأن أن تزور معرضاً في الصين وأنت في غرفتك في الشرق الأوسط، ومع تزايد السرعة في التواصل، والتطور التقني الحاصل يمكن إختصار شهور من الأعمال حالياً.
فالتجارة الدولية طريقة حياة للعديد من المستثمرين حول العالم، وبفضلها تمكنت العديد من الشركات من الوصول إلى أرباح خيالية فاقت ما تنتجه حكومات دول بأكملها.